القدس: رفض مجلس الإفتاء الأعلى مشروع قانون يدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على المسجد الإبراهيمي في الخليل، من خلال تقديم مشروع قانون يدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية وتطبيق القانون الإسرائيلي؛ والاختصاص والإدارة على المسجد بأكمله، وبشكل يتزامن مع تصعيد لعمليات استباحته بإغلاقه ومنع المصلين المسلمين من دخوله والصلاة فيه، وكذلك منع الأذان من أن يصدح في مآذنه، وتكثيف اقتحامه وأداء طقوس تلمودية فيه، وقال المجلس: إن إجراءات الاحتلال هذه تأتي على طريق تهويد المسجد الإبراهيمي بالكامل، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون بحق المقدسات الإسلامية، بل تجاوز ذلك ليصل إلى التهديد باعتقال القيادات الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، إضافة إلى عربدة قطعان المستوطنين في المحافظات كافة، حيث يقومون بإحراق منازل المواطنين الآمنين وتدمير ممتلكاتهم، في محاولة عدوانية لطمس التاريخ الإسلامي، لخدمة هدف تهويد المسجد الإبراهيمي، وإصباغ الطابع التهويدي المزور في المنطقة.
وأضاف المجلس أن هذا المشروع يأتي في الوقت الذي يستباح فيه المسجد الأقصى، من خلال اقتحام المئات من المستوطنين المتطرفين، بحماية جيش الاحتلال وشرطته لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحجج واهية، ما يشكل استفزازاً صارخاً، وتحدّياً لأبناء الشعب الفلسطيني المرابطين والمدافعين عن حقوقهم في العيش وحرية العبادة، ومبيناً أن هذه الاعتداءات تحمل أبعاداً خطيرة، تكشف تنفيذ مخطط فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وعلى المسجدين الأقصى المبارك في القدس والإبراهيمي في الخليل، في ظل صمت عربي وعالمي.
من جانب آخر؛ نعى المجلس فقيد المسجد الأقصى المبارك سماحة الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وقال: إن الشيخ سلهب كان مثالًا للثبات على المبادئ الدينية والوطنية، ولطالما وقف في مواجهة سياسات التهويد والانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى، فرحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وقدم المجلس تعازيه الحارة بوفاة فضيلة الشيخ منتصر نجيب أبو حسن، مدير دائرة متابعة شؤون مجلس الإفتاء الأعلى السابق، الذي لبى نداء ربه بعد حياة حافلة بالعمل المثمر والدؤوب في دار الإفتاء الفلسطينية، وفي خدمة العلم الشرعي، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (232)، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.
|